تونس والفوضى والالوان

تونس أصبحت مرتعاً لجميع التجاوزات القانونية من تهريب وتجارة موازية وتهريب سلاح وبناء فوضوي وإحتكار وتلاعب بالأسعار و ظهور مجموعات تمارس العنف وتصدير مقاتلين ونهب وإجرام والقائمة تطول ...لم تعرف البلاد فوضى وأوساخ وإستهتاراً مثل ما عرفته في الأشهر الأخيرة وذلك دليل على غياب الحس المواطني وفي المقابل، ليست هنالك أية نية لإصلاح القضاء وترسيخه كسلطة بذاتها مستقلة عن التنفيذي ولم تظهر أي بوادر لمشروع إصلاح أمني جمهوري.
يبدو أن من يحكم البلاد يفتقد الرغبة في أن تكون هنالك دولة ذات مؤسسات ديمقراطية ومحوكمة بطرق علمية وفي نفس الوقت هنالك تشجيع غير مباشر لمجموعات موازية تحت الإنتظارفي حالة أن يطلب منها أن "تتدافع إجتماعياً". هذا الشعب يتآمر عليه ظناً منهم أنه قاصرٌ، ولكن هؤلاء الذين لا يحبون ألوان تونس وزهاء تونس، هؤلاء أصحاب اللكنة الغريبة والمحي الواجم و السحنة المكفهرة، هؤلاء المنظرون لنمط لا نعرفه، هؤلاء الذين لا يفرحون لما يفرحنا والذين يتعالون على مخيالنا الشعبي وعاداتنا البسيطة والمليئة بالحياة، هؤلاء الذين لا ينتمون لا للزمان ولا للمكان والذين لم يقرؤوا تاريخ البلاد بل ويريدون كتابة تاريخ آخر على ذوقهم، هؤلاء سوف يعصف بهم الشعب كما عصف بغيرهم.