لا يا سيدي العميد ليست هذه الديمقراطية: كلية الآداب بسوسة نموذجا!

تأسست الإنابة المحلية لنقابة إتحاد الأساتذة الجامعيين الباحثين "إجابة" بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة منذ سنتين وتضم في صفوفها 32 منخرطا. ومنذ تأسيسها ساهمت إنابتنا بشكل فاعل في مشروع إصلاح الجامعة التونسية الذي قامت به نقابة "إجابة" على المستوى الوطني حيث كان حضور أعضائها متميزاً في ورشات العمل التي نظمت بالحمامات وشارك عدد من أعضاء هاته النقابة في جملة من التظاهرات المنظمة من طرف جمعيات فاعلة في الحياة الجامعية وفي المنتدى الإجتماعي العالمي كما لم تتوان عن تقديم الدعم لكل الزملاء الذين تعرضوا إلى مظالم إدارية فلقد ساندت زملاء لم تحترم رتبهم العلمية في تحديد جداول أوقاتهم ولقد ساندت أيضا زميلاً تعرض إلى خروقات إدارية صارخة في ملفه للتأهيل أقولها مجدداً تدخلنا للتنديد بالخروقات الإدارية ولم نتحدث قط عن الجانب العلمي لانني أعرف مسبقاً ما ستقوله الألسن المريضة حول هذا الموضوع ولو اننا متيقنون أن ما تيسر من شهادات تأهيل تهدى للأصدقاء  ولم تقف ساكتة إزاء الغموض والرعوانية الذين شابوا إمتحان ماجستير السنة أولى حضارة عربية في السنة الماضية كما شددت في مواقفها على ضرورة تعميم الشفافية والحيادية من طرف الإدارة في إسناد المنح المالية للأساتذة والإبتعاد عن المحسوبية وشارك منخرطوها في إضراب الكرامة الرافض لأنصاف الحلول المتعلقة بتحسين وضعية الجامعيين وقامت بوقفات إحتاججية تنديدا بالعنف ضد الجامعيين وقامت أيضا بتكريم زميلنا في "إجابة" المناضل والشهم  المؤرخ رضا حسن بمناسبة احالته على التقاعد عرفاناً منها وتقديراً للأستاذ الجامعي.

كل هذا في ظل تضييق وهرسلة كبيرتين من مجموعات تدعي النضالية النقابية. وأذكر على سبيل المثال مرابطة أستاذين بالكلية يوم إنتخابات الإنابة حذو المدرج المؤدي لقاعة الإنتخابات محذرين الأساتذة من مغبة الإنتخاب لهاته النقابة "المشبوهة" على حد تعبيرهم ولا أريد ذكر الأسماء فالهدف من هاته التدوينة أبعد من أن يكون شخصنة هاته المسألة كما أذكر على سبيل المثال محاولة نفس الأستاذين وفيهم من يدعي النضالية النقابية ويقدم نفسه كحقوقي حام للحريات وراعٍ للديمقراطية والتقدمية وفيهم من يتحمل مسؤولية إدارية ويعتبر نفسه مناضلاً نقابياً منعي من تعليق يافطة الإضراب الذي قمنا به أمام مدخل الأساتذة بالكلية بتعلة أنه لا يجوز للطلبة قراءة هاته اليافطة. héééehh hééé ضحكة على طريقة  François Holland في les Guignoles

 بعجالة، لا أريد أن العب دور Cosette ولا أريد أن أذكر القائمة الطويلة من التضييقات والظغوطات التي يتعرض لها الزملاء فنحن مستعدون لتحمل مسؤولياتنا ومقتنعون بأهمية النضال من أجل تغيير الوضع المتردي لجامعة تونسية أكلتها البيروقراطية وضيق خناقها لوبيات في خدمة مصالح الفرد دون المجموعة ولنا من رحابة الصدر ومن الصمود القدر الكافي لتحمل العدوانية وتفسير الوضعية لزملاء لا ينقصهم الصدق وانما أثرت فيهم سنوات الدكتاتورية وغلبت على طابعهم النزعة المحافظة ...
والقصد من هاته التدوينة إنارة الرأي العام حول الإنفصام الديمقراطي من طرف زميل تولى العمادة* حسب منظومة إنتخابية عارضناها لأنها لا تحترم مبدأ الديمقراطية وسوف يكون لي حديث في الأيام المقبلة حول هذا الموضوع. مجدداً لا أريد شخصنة الموضوع وليست لي أية مشاكل شخصية مع العميد ولا يوجد عندي أي اعتراض ضده كإنسان وكزميل ولكن سيدي العميد ...
أنت تمثل إطار التدريس والبحث وإن لم نرض عن الطريقة التي صعدت بها إذ قاطع 76% الإنتخابات ليس لأنك تقدمت وانما رفضا للإنتخاب غير المباشر الذي لا يراعي تمثيلية الأساتذة.
أنت تمثل إطار التدريس والبحث إذاً توجبت عليك الحيادية في المسائل النقابية و توجب عليك أن تقف نفس المسافة أمام النقابات ولكنك لم تفعل...
أنت في خطابك وفي تصريحاتك الصحفية تنادي بالحرية والديمقراطية وحق الإختلاف وتناهض التطرف الديني وتساند التقدمية ولكنك لم تفعل...
منذ حوالي السنة ونصف قدمنا إلى مكتبك وطلبنا مكتباً لنا وطلبنا لوحة معلقات فطلبت منا تقريراً عن إنتخابات إنابتنا ومددناك بذاك...ولكن دعك...فأنا مدرس وباحث ومؤطر لأكثر من 15 ماجستير وليس لي مكتب استقبل فيه طلبتي إلى اليوم فالمكاتب تسند للأصدقاء فكيف لك أن تسند مكتباً لنقابتنا؟
لقد أتيناك بصفة ودية من أجل حق نقابي وهو تمكيننا من لوحة معلقات لبياناتنا واخبارنا فلم تفعل...
ولقد اشترينا لوحة المعلقات بمال "إجابة" وطلبنا ترخيصاً من اجل تعليق هاته اللوحة فرفضت...
ولقد راسلناك من أجل هذا الحق فلم ترد...
ولقد ذهبنا إلى رئيس جامعة سوسة من أجل رد هاته المظلمة فأقر بمشروعية مطلبنا ووعدنا بالتدخل ولكن ....لا شيء
ثم بعثنا لكم ولجامعتنا الموقرة عدولاً منفذين طالبين منكم الرد...فكان ردكم بوعونياً صامتاً.
طيب.....ما ردك يا عميد؟
لقد اغلقت الباب في وجه الدكتورة رقيق عندما جاءتك للتحدث معك...
لقد قلت لنا أنك لا تريد أن يقع تقسيم الأساتذة...فما خطبك؟ أفي حرية الرأي وحرية العمل النقابي وحرية الإختيار النقابي تقسيم؟ أنقابتك واحدة وحزبك واحد وفكرك واحد؟ أغونشي أنت أم لوزي أم شوري أم قرضاوي حتى تفتي لنا نحن الدكاترة و الباحثون ما توجب أن نفعله؟ GET A LIFE! 
لقد قلت لنا أنك لا تريد تقسيم الأساتذة فهل عدلت وهل حايدت؟
لقد قلت لنا أنه هنالك لوحة إعلانات نقابية فهل يجوز لنا مزاحمة نقابة أخرى في لوحتها؟ وهل ضاقت حيطان الكلية حتى نقتسم نفس اللوحة؟
لقد قلت لنا أنه بإمكاننا التعليق أينما شئنا ...ولكننا لا نشاء فنحن نأبى الفوضى ونأبى التعليق العشوائي
نحن يا سيدي العميد نأبى أن تعلق ورقاتنا وسط أوراقكم لتضيع بينها وتنزع متى شاء ومتى شئتم.
لقد قلت لنا ولكن ها نحن نقول لك
إن لم نعلق فليس خوفاً وانما حلماً
إن لم نعلق فدرءاً للتصادم وليس خوفاً
سيدي العميد لم يكن أي من منخرطينا يوماً مستشارا ل-3 وزراء متاع بن علي كما كنت...
سيدي العميد إن منخرطي "إجابة" بكليتنا هم من خيرة نساء ورجال الكلية ولقد كانوا في الصفوف الأولى للإضراب الإداري متاع 2005 بينما كنت أنت في لندن تخلص بالجنيه الإسترليني من عند الله أعلم شنية منظمة...
اليوم ولسائل أن يسأل هل أنت حقاً ديمقراطي؟ لا يا سيدي ليست هذه الديمقراطية...ليس هاته الحيادية.
اليوم ولسائل أن يسأل لكل الزملاء المدافعين عن الحرية و الديمقراطية وحق الإختيار هل "الحياد" أمام الظلم هو تواطؤٌ؟ فهيا...لأقلامكم ولمواقفكم من أجل كلمة حق.
نحن سنعلق  ... فهيا...نحن لها...فهي فلوجة على رأي طلبتنا.

* هذا الزميل الذي تولى العمادة هو السيد المنصف بن عبد الجليل 

كتبت هذه المدونة في 11 جوان 2013 

Comments

[Othello Ettounsi]

أنا أدون ...أنا أوثق...أنا اتحدى...