Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
Tunisian Othello-أوتلو التونسي
23 février 2019

وقفة 20 فيفري 2019, "إجابة" نهاية مرحلة و بداية أخرى : قراءة في الاستراتيجيا و دلالات الخطاب و المواقف

بقلم الأستاذ الجامعي الدكتور محمد علي حاج طيب

تساءلت لماذا تتدافع الكلمات في صدري و تفيض بي العبارات فتتلقفها أناملي لتكتبها...لماذا الوقفة الخامسة (خمسة و خميس علينا)؟...أظن أنه كان هناك شعورا عاما و رهبة من وقفة 20 فيفري 2019 ....لا خوفا على نجاحها لأن الظروف الموضوعية لضمان الحد الأدنى من النجاح متوفرة...لكنه كان احساسا بأننا بصدد التحضير لوقفة احتجاجية مختلفة سوف تكون فاصلا بين فترتين و نقلة نوعية و كمية في عمل إجابة...و هي أيضا تنتقل بالمناضلين إلى مستوى آخر من العمل و النضال و طبعا التضحيات....و ههنا كان حدسنا صادقا...فهي حدث فارق في تاريخ العمل النقابي داخل الجامعة التونسية...و سوف أستفيض في التحليل لكافة الأبعاد الاستراتيجية و دلالات الخطاب و المواقف....هنا اعذروني مرة أخرى لأني سوف أستفيض في التحليل...

الاستراتيجيا

هنا بدا واضحا أن توجيه الخطاب مباشرة لرئيس الحكومة في ظاهره هو ردة فعل و غضب على تجاهل الدولة في أعلى هرمها لنخبتها الجامعية...و هذا في جزء منه صحيح....لكن الأمر أعمق بكثير....لنعد قليلا الى الوراء...اضراب الكرامة في نسخته 2018 مكن إجابة من قفزة نوعية على مستوى عدد المنخرطين..إضافة إلى إشعاعها على كافة جامعات الجمهورية...إعلاميا كسبنا الكثير رغم محاولات الجميع التضييق علينا....لكن ما لا ينكره أحد أن الوقفات الاحتجاجية الأربعة الماضية مكنت إجابة من قفزات نوعية على مستوى الأداء و جعلت منا رقما صعبا على مستوى العمل النقابي داخل التعليم العالي...اليوم نتوجه بالخطاب مباشرة لرأس السلطة التنفيذية في الدولة...اليوم و بعد أن سلكنا الطريق الصعب من أجل استرداد القيمة الاعتبارية للأستاذ الجامعي التي تآكلت نتيجة منظومة تعليم عالي مهترئة و فترة دكتاتورية خلقت اقطاعيات وهمية داخل الجامعة بمكاسب و شبكات مصالح افتراضية...اضراب الكرامة في نسخته 2019....مكن الأساتذة الجامعيين من خلال إجابة من افتكاك مكانتهم داخل الدولة كما هو الحال بالنسبة لقطاعات و منظمات أخرى كالقضاة و المحامين و الصحافيين و الأطباء و المهندسين من خلال عماداتهم و جمعياتهم و منظمة اتحاد الشغل و منظمة الأعراف...اليوم تنتصب إجابة ممثلة للأساتذة الجامعيين الباحثين...مكانتها من مكانة من سبقت بالذكر...أما مقابلة الشاهد من عدمها الآن فهو أمر غير ذي جدوى في هذه المرحلة لأن الهدف هو مكاسب حقيقية و ليس مقابلة لا تسمن و لا تغني من جوع...هو أمر ينضج في مراحل قادمة و مع رجالات دولة قادرين... و يعرفون 
أن مصلحة الوطن فوق المصالح السياسوية الضيقة....

الانتخابات و البعد السياسي

الاعلان جهارا نهارا من إجابة أنها سوف تتصدى للمشروع السياسي لكل من يتجاهل مطالب الجامعيين و على رأسهم رئيس الحكومة يوسف الشاهد....ليس عنتريات غضب.....لكنه اعلان وجود حقيقي للأساتذة الجامعيين الباحثين....لأننا في حقيقة الأمر نعيش اليوم ديمقراطية مقنعة...أو دكتاتورية المال الفاسد و لوبيات تقاسم مقدرات الدولة البشرية و الاقتصادية....و هؤلاء أخطبوط تمتد أدواته من الداخل و تصل إلى الخارج....و نحن بإعلاننا ذاك ندخل عش الدبابير...لأننا نمس عصبهم الحسي و دائرة مصالحهم الضيقة جدا...و أهل السياسة يعلمون أن الخطر ليس في الهجوم عليهم فقط...بل الخطر الحقيقي في ما يوفره من حجج للخصوم أثناء الحملات الانتخابية...لأنه حينها سوف يقولون أن الأساتذة الجامعيين قالوا فيه كذا و كذا....و هل تستأمنون من لا يستأمنه أهل العلم و خاصته... عليكم بالشيخ Google....سيخبركم بما جهلتم و سيفتي لكم بجواز انتخابه أو لا.....و العبرة ليس في عددنا لأننا لا نمثل مخزونا انتخابيا هاما ....لكن العبرة في القيمة الاعتبارية للأستاذ الجامعي الباحث داخل المجتمع...و تأثيره على محيطه بما يحمله من قدرة على الاقناع و الخطابة....و كما المريض يسلم جسده و روحه للطبيب دون نقاش....فشعبنا الكريم سوف يشعر بالريبة تجاه كل من يعادي الجامعيين و أهل العلم... لأن قيمة المعرفة هي مكسب الدولة الوطنية ما بعد الاستقلال....و الكل يستبطن حبا للمعرفة و لن يسمح لمن يجاهرون بعدائها التقدم نحو السلطة....اضافة إلى أن دلالة عبارات "السياسة الاستعمارية" و "السمسار" التي اعتلت هتافات الأساتذة هي عبارات تصدم الوعي الجماعي... و تدفع المستمع الى الوقوف على هاته العبارات ليختزنها في اللاوعي....لتكون له حصانة ضد هؤلاء الأشخاص....و هذا كانت له نتيجة حينية سوف أفصلها في قادم المواضيع.....إضافة إلى أن ما حصل سوف تتلقفه كل القوى السياسية و السياسوية...و سوف يسألون عن اديوليجيتنا...كما هي حرب الستينات المممتدة....سوف يتاسألون من هم؟....وما هو موقعهم؟.. و ما لا يأتي بالمال...يأتي بالكثير من المال....نقول لهم هيهات...خبتم و خاب سعيكم....و حتى لا تسألوا كثيرا و يعبث بكم الثقفوت....نحن حزب "تونس المعرفة"...تونس هي الأولى (الضمة على الهمزة) و الأولى (مع الفتحة)...و نحن منتصرون دون أن نخوض انتخاباتكم....

المقدرات البشرية للوطن و الأمن القومي

وقفة 20 فيفري 2019 هي أكبر تجمع للذكاء العلمي و المعرفي في تونس...و في المقابل...خلفنا...اجتماع وزاري هو أكبر تجمع للامسؤولية و للجهل بمصالح الدولة و العداء لأهل المعرفة و التربية و التعليم...و هو عند الدول التي تعرف قيمة نخبتها أمن قومي و استراتيجي...و أكاد أجزم أن السفارات الأجنبية ربما كانت تتابعنا و تهتم بنا أكثر من أعداء وطن المعرفة الذين أبتليت بهم تونس... و للتذكير فإن تعالي الهتافات المضادة لكل من وزير التربية تضامنا منا مع أساتذة التعليم الاعدادي و الثانوي و مخزون الكراهية الذي بثه ضد نساء التعليم و رجالاته.... و وزير "الكياسات" الذي كافأته منظومة الحكم المختلة على سوء صنيعه مع الجامعيين السنة الفارطة في وزارة التعليم العالي من خلال بلاغ 5 جانفي 2018 الترهيبي و الذي لم ينقصه إلا تعليق المشانق للجامعيين....و آخر تصريحاته المضحكة المبكية...مسكن لكل تونسي في أفق 2025...الظاهر أنهم سيجعلون منها حيا قصديريا يمتد من الشمال الى الجنوب..و ربما لم يكن ليتخيل يوما أنه سوف يمر من أمام الجامعيين...لكن مشيئة الأقدار ..أن يحصد ما زرع في يوم مشهود دعي له أهل العلم و خاصته..أما و زير التعليم العالي.. عالي يا عالي....بعد ذهابه برجليه الى تطاوين السنة الفارطة و سماعه لما يستحق من الطلبة .....خلبوص.. حضي بزفة و تكريم خاصين جدا...ظهر مرتبكا...خائفا... ابتسامة مختلقة باطنها هوان و سقوط أخلاقي عميق...امتدت له كل الحناجر....ربما سمع زئيرها كل من في تونس العاصمة....أما هو الذي اختبأ و هرب منا في وقفة الوزارة الأولى الغاضبة....الله يقدر الأشياء أحسن تقدير ...فيكتب له المرور أمامنا صغيرا أمام أعرافه....أمام وزراء آخرين سمعوا زئير الحناجر ضده....أمام من يحميه....أمام شعبنا...أمام الصحافة و الاعلام.... أمام من يعمل على حفظ مصالحهم غير عابئ بمصلحة الدولة العليا... إنه موقف مشهود....هرب و هرب...و في الأخير أسوأ المواقف ركب....سوف تحاصره هتافاتنا و شهاداتنا في الليل و النهار...سوف تحاصره أينما ذهب و حيثما حل....كانوا يمرون أمامنا كما مروا من قبل...موسمين بشهادات في الفشل و الرسوب و اللامسؤولية...إنهم لم يمروا فوق رقابنا لكنهم مروا صاغرين من أمام شموخنا....هو اعلان فشل لكل المنظومة السياسية الحاكمة اليوم من قبل سادتها و أساتذتها و نخبة نخبتها.....

اهتزاز الوعي الباطن للجامعيين

لاحظت في طريق العودة للحافلات من ساحة القصبة بعد انتهاء الوقفة الاحتجاجية....شعورا بالصدمة في وجوه أغلب الجامعيين...أصدقكم القول أني لم أشعر بها لأن الأمور كانت واضحة بالنسبة لي منذ 5 جانفي 2018....ليست صدمة من عدم مقابلة رئيس الحكومة لوفد من الأساتذة الجامعيين... لأن مقابلته ليست لا هدفا و لا مكسبا في حد ذاتها.. لأن أغلب الأساتذة لديهم قناعة بأنهم الأعلون بعلمهم و مثابرتهم و يعرفون قيمة أنفسهم....فلماذا الصدمة إذن؟....هو ما كنت أقوله دائما أن الأمر لا يتعلق بمطلبية نقابية و حقوق مسلوبة فقط....لكن الأمر أخطر بكثير....إننا اليوم نتعرض للاضطهاد كأننا أقلية عرقية...إنها هجمة واضحة المعالم على مكسب وطن المعرفة الذي بني عبر أجيال و أجيال...استيقظ الحاضرون على المستوى الضحل الذي بلغه العمل السياسي في تونس...و أنه قد بلغنا القاع فلم يبق من مكانتنا الاعتبارية شيء داخل أجهزة الدولة...و هذا يطول شرح أسبابه....لكن يبقى أهمها تلك الهالة الفضفاضة التي بناها الجامعي لنفسه و التي لا مكان لها إلا في مخيلته....و كان عليه أن يبنيها خارج أسوار الجامعة لا داخلها....و لو عدنا في الأحداث قليلا إلى الوراء....للاحظنا الاستقبال الأمني المختلف عن وقفة القصبة الأولى....عددا و عتادا...في حين يفرش السجاد الأحمر لأهل المال و الاعلام و الانحلال الأخلاقي....حتى تعلموا أي منقلب انقلبتم....و بعيدا عن الحديث الشعبوي....سأكتفي بالقول أن قوافل تلك السيارات الفارهة تتبع سياسة الوقوف لتونس...سوف يقول البعض إنها المكانة الاعتبارية للدولة....صديقي اعتبارية الدولة في احترامها لنخبتها و للانسان و غير ذلك هي دكتاتورية...دكتاتورية قل ما تشاء و لنفعل ما نشاء و إياك أن تقترب من دائرة الفعل....كل هذا و غيره... هز الوعي الباطن داخل الجامعيين الحاضرين و المتابعين و أنا على يقين بأن هذا سوف تكون له تداعياته الايجابية على اضراب الكرامة من خلال تمسك جموع الأساتذة بحقوقهم المسلوبة....و سيفهموننا أحسن الآن... لأننا لا نغالي عندما نقول هبوا للدفاع عن شرف مهنتنا التي لا تتجزأ عن شرفنا...أحبتي ليس كل قلب نابض هو قلب حي...لذلك يجب أن نعمل جميعا على إحياء القلوب...علما أن ما تم هدمه على مدار 20 سنة لا يمكن استرجاعه في عدة أشهر. لقد غيبنا أنفسنا و غيبونا حتى نسوا أننا موجودون...غير أننا أثبتنا مرة أخرى جدارتنا....لأن سرعة استرجاعنا لجزء كبير مما تم هدمه تعتبر جيدة جدا مقارنة بالمدة التي بدأنا فيها العمل الحقيقي (سنة و نصف).....حق لنا أن نفتخر بما حققناه حتى الآن لأنه حجة أخرى على مثابرتنا و تميزنا...و هذا تطبيق حي لمسارنا النضالي و للطريق الصعب الذي اجتزناه حتى نبلغ ما نحن عليه الآن...

إجابة.....التمثيلية النقابية القصوى

لا أحد يقدر اليوم على نكران ارتباط وجدان الجامعيات و الجامعيين بنقابتهم اجابة..... و نجاح 5 وقفات احتجاجية متتالية....هو الحجة القصوى على موضوع التمثيلية النقابية.... و هي في أبعادها القانونية و الاعتبارية وطنيا و دوليا ليست مرتبطة بأرقام....رغم وقوف الأرقام لصالحنا بعيدا عن المزايدات...لكنها القدرة على التعبئة و النضال الحقيقي الذي تتبعه التضحيات و المكاسب الحقيقية...و هي تمثل عقلية الجامعي الباحث المجتهد الذي يعمل ليلا نهارا من أجل الوصول لنتائج متميزة من خلال مجهوده الشخصي... فمن أخلاقيات العمل الأكاديمي أن لا تسرق تعب غيرك و أن لا تركب على عمل و تضحيات الآخرين....على الأقل وجب الاعتراف بالفضل لأهله....و هي أعتقد أنها أيضا أخلاقيات العمل النقابي...التمثيلية بعد 20 فيفري هو موضوع من الماضي لن نخوض فيه مرة أخرى...
إضافة إلى موقفين رمزيين حدثا في الوقفة الاحتجاجية....الأول يتمثل في الهتافات التي خصها الجامعيون لوزير التربية مساندة منهم للأساتذة و للحملة اللاأخلاقية التي واجهوها....و ثانيا هي الكلمة التي توجه بها النقابي... أستاذ التعليم الثانوي لحشود الجامعيين....و نصرته لقضاياهم و دفعهم للصمود... و لا أنسى مقولته الشهيرة...."كيف يفعلون هذا بالأستاذ الجامعي...الأستاذ الجامعي فوق السياسة و السياسيين... لك الله يا وطني".. و قدومه في حركة عفوية و إحساسه بوجوب مساندتنا....هي تعبيرة فيها من العمق الشيء الكثير.....أولا لأن نقابة لها 50 سنة من النضال و التاريخ تعتبر نقابة إجابة هي نظيرتها في العمل النقابي داخل الجامعة....حيث أصبح النقابيون و عامة الشعب يستبطنون أن إجابة هي من تمثل الجامعيين...و هي اليوم عنوان الدفاع عن الجامعة العمومية...إضافة الى أن إعلاء الصوت بأن مناضلي الجامعة العمومية تحت مظلة نقابة اجابة هم امتداد لبناة الدولة الوطنية و لرواد العمل النقابي و شهدائه محمدعلي الحامي و فرحات حشاد...و هذا الموروث النضالي ليس علامة تجارية... بل يخص كل شرفاء هذا الوطن لتنهل منه كل القلوب الحية.....

الاعلام...دليل نجاح الوقفة الاحتجاجية

الاعلام هو محرار نجاح الوقفة الاحتجاجية...فلا ينكر أحد الآن حضور إجابة المتميز في الاعلام السمعي و المرئي....ذلك أن الوسائل الاعلامية حضرت منذ الصباح الباكر قبل وصول الجامعيين الباحثين و كل من رغبوا في مساندتهم...و بقاؤها للنهاية هو دليل على المكانة المتميزة التي أصبحت تتبوأها إجابة داخل الدولة و المجتمع....غير أنه من دلالات نجاح الخطاب أيضا...غياب تغطية بعض الوسائل الاعلامية التي تعمل بالتعليمات و التي امتدت لها أياديهم...و هو دليل على أننا أوجعناهم...فتحركوا بعقلية التسعينات في عصر التكنولوجيا....و سيتكفل "StopChahedEtSlim#" بتأريخ هذه الفترة...و بتسجيل الأقوال و الأفعال..و سيتكفل الشيخ Google بالبقية....

الطلبة.....تهجير العقول....الاحتلال الناعم

كنت قد تكلمت في مقال سابق عن تهجير العقول و الاحتلال الناعم عبر تفريغ البلاد من كفاءاتها ‘(https://www.facebook.com/mohamedali.hadjtaieb/posts/2319418964743102)...

.من خلال استقطاب المتميزين من أبنائنا من خلال الدفع بهم غصبا إلى الهجرة....تحت عناوين كثيرة....و اليوم آخر حلقات الاستقطاب هي الجامعات الأجنبية بأموال تونسية من أجل الفرز في أرض المنشأ و التكوين من الأول تلبية لاحتياجات الأجنبي....لأنهم يعيشون مشكلة نقص كبير في توفر اليد العاملة ذات التكوين المعرفي المتميز و الامكانيات الفوق عادية....هذا كله يحصل في حين أن الجامعة التونسية تعاني من نقص الامكانيات و من تهرأ كبير في البنية التحتية و الأمثلة تمتد على كامل الجمهورية...بلغة أقل تعقيدا....أصرفي أيتها العائلة التونسية حتى يكون ابنك مواطنا أوروبيا صالحا....سيتم تفريغ تونس من أغلب كفاءاتها....و هاته النظرة الاستعمارية لا يساعدها تحسن وضعية الجامعي في تونس لأنها تعلم في الأخير سوف يضطر إلى مغادرة البلاد لأن المقارنة لا تجوز بين ما يمكن أن يجده في الخارج و ما يتوفر لديه في داخل البلاد....و في هذا الاطا ر يأتي تصريح رئيس الحكومة أثناء زيارة الدولة التي قام بها لفرنسا....ذلك أنه لا يجد مشكلا من تعليب الكفاءات و تصديرها...و هذا خلل قيمي كبير....و هذه خطورة التوجهات اللاوطنية التي يحملها مشروعه و تستبطنها خياراته......

الدكاترة المعطلون.....محرقة دولة

كنت ألمحهم فرادى....حاملين لافتات مكتوب عليها .."تشغيل الدكاترة استحقاق"....وجودهم فرادى هو في حد ذاته مشكل كبير....ذلك أن المنظومة التي أخرجتهم جعلتهم غير قادرين على التنظم و افتكاك حقوقهم ... و أنا أعتبر هذا أكبر علامة على فشل منظومة التعليم العالي لأنها قضت على الشخصية الفردية و غيبت لديها القدرة على التحرر و الانعتاق...يغيب على الدولة على أن التكوين في رسالة الدكتوراه هدفه ليس محو الأمية....و هي ترمي بهم في محرقة الحياة غير عابئة بهم.....تعاقبهم على تميزهم و تعطي المثال للآخرين بأن المصعد الاجتماعي في تونس انتهى....و التعليم العالي سوف يصبح حكرا على الميسورين القادرين على دفع عشرات الملايين.....أما أبناء أصحاب الامكانيات الضعيفة فلكم عبرة في المهربين و المتهربين...هو الانحدار و السقوط في الهاوية..و ما خروج الوزير ليبشرهم بفتح الانتداب....كنا نتمنى ذلك لكن للأسف كنا متأكدين أنها تمثيلية جديدة....لأننا خبرناه..و نعرف أن شهيقه كلام فارغ ....و زفيره كذب منمق...اليوم وصلت المراسلة في صياغة لم نتعود عليها في مراسلات فتح الانتداب و الترقيات ... و خلاصتها أرجوكم لا تفتحوا شيئا...هي فقط.....يا فقط....في الاختصاصات التي تشكوا نقصا حادا...أما الترقيات فذاك حديث آخر... منظومة تعليم عالي تقضي سنويا على مستقبل آلاف الطلبة....ما عدا تلك المعدة للتصدير و التي سوف تعمل مستقبلا تحت طائلة القانون 72 الخاص بالشركات المنتصبة للتصدير فقط...وزارة و دولة لم تعبأ بما حصل لهم السنة الفارطة و هاهي تدفع بالسنة الجامعية إلى مستقبل مجهول علاماته أحلك من السنة الفارطة...

النضال....رؤية لما بعد 20 فيفري 2019

الأكيد أن الدولة قررت السير بالسنة الجامعية نحو سنة بيضاء.....ستتحمل هي عواقبها....لكنه الأكيد أيضا أننا قادمون على مراحل نضالية أشرس مما سبق...و الدولة تعودت استئناسا بتجربتها مع التعليم الثانوي...الانتظار و الدفع بالأمور إلى حافة الهاوية.....و نحن حتى تلك اللحظة مستبسلون....و خاصة مع جرعة الصمود التي تحصلنا عليها من خلال ما لقيناه يوم 20 فيفري....الأكيد أن الاضراب سيكون ناجحا في السداسي الثاني أكثر من السداسي الأول و هذا ما نلتمسه من الزميلات و الزملاء....و حتى تأتي اللحظة الفارقة سوف يجلسون مع الكل إلا نحن...لأنهم يعلمون أننا لا نبيع قضايانا....و لا نؤجل نضالاتنا.... و نحن لا نهاب تهديداتهم...نحن أهل قول و فعل...

موعدنا أحبتي محطات نضال قادمة.....لكنها ستكون فارقة...
دمتم جنود الوطن و حماة تونس المعرفة...
أنتم السادة و ليسوا هم.....أنتم القادة و صناع الريادة....
فلا عاش في تونس من خانها.....و لا عاش من ليس من جندها....

بقلم الأستاذ الجامعي الدكتور محمد علي حاج طيب

قلعة الصمود... ومنبع الحرائر و الأحرار

كلية العلوم بصفاقس

 

med ali haj tayeb

 

 

 

 

Publicité
Commentaires
Publicité
Tunisian Othello-أوتلو التونسي
Albums Photos
Archives
Derniers commentaires
Newsletter
7 abonnés
Publicité