Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
Tunisian Othello-أوتلو التونسي
28 septembre 2020

سيبقى نجما ساطعا في ارض قاحلة

يوم الجمعة 25 سبتمبر 2020  في بداية المؤتمر الثالث لنقابة إتحاد الأساتذة الجامعيين الباحثين التونسيين "إجابة"،  أعلن أعضاء المكتب الوطني وهم أيضاً من مؤسسي النقابة الأتية اسماؤهم:  نادية شقرون، زبيدة الذوادي،  نجم الدين جويدة المنسق العام وزياد بن عمر المنسق العام المساعد أنهم لن يترشحوا لأي خطة نقابية احتراماً لمبدأ التداول على المناصب و إيماناً بالديمقراطية.

يوم الإثنين  28 سبتمبر 2020 تكتب الأستاذة زبيدة الذوادي هذا النص تكريماً للمنسق العام نجم الدين جويدة و الذي مهما قلنا لا يمكن أن نوفيه حقه. 

 

 

آمن بثورة الفكر و المعرفة، آمن انه من الحديد يمكن استخراج الذهب وان الاستقلال يكمن في صحوة النخبة وان العزيمة اقوى من المستحيل. آمن ان الحرية لا تعطى بل بالارادة تكتسب و ان الكرامة لا تهدى بل بقوة النضال و الصمود تفتك. هو من اتخذ من الفكر الثوري ديانة و من آمن ان الثورة الفكرية هي اول نهج للحرية و ان درب الاستقلال لا يبدء الا بتثمين الجامعة العمومية و البحث العلمي و رفع الحصار المعنوي والمادي عليهما. هو من نشر بذور العز والفخر و الشهامة والكرامة في ارض كانت ميتة. و بدات المسيرة سنة 2011 و كان بريق الامل بانطلاق مشروع وطني لا يؤمن بحوكمة صورية تقوم على المحابات و المصالح الضيقة، مشروع هدفه نخبة من الطراز الرفيع تمكن البلد المأجور من الحرية و الكرامة و الاستقلال المادي و المعنوي و تخرجه من خيوط الاخطبوط التي دفنته منذ قرن. وكانت بداية رفض حكم اللوبيات في الجامعة العمومية، و الوقوف ضد الماكينة الانتخابية التي ألغت صوت الاستاذ الجامعي واستعبدته مقابل الفتات حتى مقابل تدرجه الوظيفي و جعلت شيئا فشيئا الكفاءة تقاس بالولاءات عوضا عن القيمة العلمية. استاذ جامعي أصبح عبدا تحت إمرة دينصورات الماكينة التي فتكت بابسط حقوقه وجوعته عمدا حتى ينغمس الى النخاع في طابور الماكينة المافيوزية المعفنة. و هكذا أَضْحى الاستاذ بلا كرامة بلا قيمة علمية او معنوية بلا كلمة حتى انه صار مجرد صورة يزين بها في مراسم تنقيح الدساتير او اللجان الصورية للاصلاح و لم يتبقى منه الا اسما على مسمى و ظاهرا بلا قالب جوهري. و استمرت المسيرة بفرض المواضيع الحساسة كدمقرطة الجامعة التونسية وتطوير القوانين و فرض نظام اساسي يثمن الجامعيين و قيمة العمل و يبعد الاستاذ عن دوامة ضغط دينصورات الماكينة و المطالبة بامكانيات للجامعة العمومية و البحث العلمي و تثمين شهادة الدكتوراه. و كانت المسيرة شاقة و شائكة تحت سيوف المافيا الجامعية ولكنه لم يابه لان المشروع هو مشروع وطن حر مستقل. و كان يعمل ليلا نهارا و يزرع الامل بابتسامته بكلماته بمبادئه بعفويته. جاب الجمهورية من شمالها الى جنوبها و لم يتعب و لم يكل، حرك غريزة الكرامة في جامعة كادت تموت من صمت القبور. قوة شخصيته وبلاغة كلامه و اشراقة وجهه المبتسم كانت اول مصدر امل و سكينة لدى الجامعيين. تمكن من فرض احترام حتى اعداء الحرية و كان لحظات النصر لا تغريه و لا تمس من تواضعه. كان بمثابة رسول بيننا آمن برسالة الاستقلال في بلد ماتت فيه القيم النبيلة و تساوى فيه التافه المتردي بالنييل الشهم الرفيع و اختلط فيه الحابل بالنابل. هذه لمحة بسيطة عن نجم الدين جويدة المنسق العام للنقابة المستقلة للاساتذة الجامعيين إجابة التي فرضت وجودها و اسمها و ماهيتها في بلد ماجور لا يؤمن بالتعددية النقابية، لا يؤمن بالديمقراطية و الاستقلال، في بلد قاحل فكريا و معنويا انما انجب من رحمه نجما شهما خلوقا ساطعا يعلو فوق سماء الغيوم.

 

زبيدة الذوادي

استاذة بكلية العلوم ببنزرت

 

NEJ

Publicité
Commentaires
Publicité
Tunisian Othello-أوتلو التونسي
Albums Photos
Archives
Derniers commentaires
Newsletter
7 abonnés
Publicité